هبة حمدان: أدب الفنتازيا تذكرة مجانية لعوالم السحر والجمال وعشقته منذ الصغر الكاتبة هبة حمدان: أدب الفانتازيا بلا قيود وتأثّرت بكتابات ماري شيلي
كتبت نشوي النادي
من منا لا يرغب في التخلّص من أعباء الروتين، ومنغّصات الحياة والغوص في أعماق عوالم الفانتازيا التي تُمكّن قارئها من تحقيق رغبات مستحيلة كالسباحة في أعماق الفضاء أو الغوص في غياهب خندق ماريانا، وقضاء عطلة رائعة في قلب مثلث برمودا.
أدب الفنتازيا يمنح القراء تذاكر مجانية لعالم الخيال والسحر، ويُحلق بهم في عوالم إبداعية خاصة، وتُعد الكاتبة هبة حمدان واحدة من أعلام أدب الفانتازيا، ولها مؤلفات رائعة تُقدم للقراء جرعة مكثّفة من أدب الفنتازيا التي تُحلق بهم في آفاق الإبداع بلا قيود، والكاتبة مواليد ١٩٨٢، وتخرجت في المعهد التقني التطبيقي تخصص خزف عام ٢٠٠٣، واتجّهت الكاتبة بعدها لدراسة الفنون الجميلة في دمشق، وتخصصت في مجال الاتصالات البصرية والملتيميديا عام ٢٠١٥ وتخرجت بدرجة جيد جدًا، واستكملت مسيرتها الأكاديمية وتخصصت في الدراسات العليا بمجال الفنون الجميلة، وشاركت في العديد من المعارض المشتركة داخليًا وخارجيًا.
حاورنا الكاتبة للتعرّف على إرهاصاتها بمجال أدب الفنتازيا ومشاريعها المستقبلية والمدرسة الأدبية التي تغلب على كتاباتها، ونالت الكاتبة جائزة وزارة الثقافة عن مشاركتها في معرضٍ فردي خلال العام 2022.
الكاتبة هبة حمدان عضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين، وتحمل عضوية اتحاد الكتاب العرب، ولها إسهامات متعددة في مجال السينوغرافيا والتصميم الداخلي.
تعد الكاتبة قرائها بجرعة ثقافية مكثفة من خلال كتاب مقابلة مع السيد غراب، إذ يُقدّم مجموعة قصصية تتضمن ١٢ قصة بعدد صفحات ١٩٨ صفحة بقصص متنوعة الطول تتمحور مواضيعها حول الحزن والألم فجميعها قصص حزينة، وتدور أحداث القصص في أماكن متنوعة من العالم.
أما طريقة السرد أيضًا فكانت متنوعة مع الحفاظ على التيمة الواحدة للمجموعة؛ لتُقدم للقراء قصصًا مشوق بنهايات غير متوقعة.
وإلى نص الحوار:-
متي بدأ اهتمامك بأدب الفانتازيا ولماذا اخترت هذه التيمة الأدبية؟
لم يكن اهتمامي بمجال أدب الفانتازيا محضُ مصادفة، بل كنت أشعر دومًا أني أنتمي لهذه العوالم، وعشت فترة الطفولة شعرتُ خلالها أني كائن شفاف لا أُرى وتحررت من قيود المادية وخُيل لي حينها أني بدأت في فعل أشياء مستحيلة.
ووجدت ضالتي في أدب الفانتازيا التي تنقل القارئ إلى عوالم خيالية رائعة، تحرره من القيود والعراقيل، والخيال ملاذ آمن لتحقيق الأحلام المستحيلة.
برأيك كيف يؤثر أدب الفانتازيا على القارئ؟
حينما يتشبّع القارئ بأدب الفانتازيا وبعد قراءات متأنية، سيجد نفسه قادرًا على تحويل النصوص الأدبية الواقعية لنصوص فنتازية بحتة.
هل هناك حدود للإبداع في أدب الفانتازيا وما هي مصادرك للإلهام في مؤلفاتك؟
أدب الفانتازيا يسافر بالقارئ لعوالم خاصة تُمكّن القاص أو الكاتب للتعبير عن ما في بخياله، وأدب الفانتازيا بلا حدود أو قيود، ويُمكّن الكاتب من التعبير عن أفكاره بحرية تدعم الإبداع.
هل تأثرتِ بأي من المدارس الأسلوبية في أدب الفانتازيا وهل لديكٍ مثل أعلى من كُتاب الفنتازيا؟
كقارئة قبل أن أكون كاتبة أجنح لعوالم الفنتازيا الرائعة وتأثرت ثقافتي بكتابات الأدباء العِظام ميغيل دي ثيربانتس وماري شيلي و جون رونالد تولكين، وكانت كتاباتهم الرائعة مصدر جذبٍ وإلهام لي في عوامل أدب الفانتازيا.
ماهي طموحاتك المستقبلية في أدب الفانتازيا؟
الأدب رسالة سامية تتناقلها الأجيال جيلًا بعد جيل، والأدب يسعى دومًا لنيل رضا القراء، وتأدية الأمانة الأدبية، وأن يكون مصدر إلهام للقراء، ويسعى عبر الكتابات لتغيير حياتهم للأفضل.
ما هي رسالتك للقراء عبر كتاب أدب الفانتازيا؟
كتابي بمثابة رحلةٍ في أدب الفنتازيا عبر العصور، والتطورات التي شهدها أدب الفانتازيا والتركيز على وظائفها وعلاقتها بالفن التشكيلي والعمار والأزياء.
ويرصد الكتاب مراحل تطور أدب الفنتازيا عبر العصور ومسمياته المختلفة.
حدثينا عن أهم مراحل أدب الفنتازيا عبر العصور؟
أدب الفنتازيا واحدًا من الألوان الأدبية التي شهدت تطورًا على مدار السنوات، وعكس تطوّر الفنتازيا تطوّر العقول البشرية عبر الزمن، وقديمًا كانت الفنتازيا تحمل أفكار مجتمعاتها، والاختراعات التي نراها اليوم لها جذور من الفنتازيا ومن بينها –على سبيل المثال- الحقيبة الطائرة، التي كانت حُلمًا داعب الملايين في العصور الماضية، وكيف يُمكن لشخص واحد الطيران باستخدام حقيبة بسيطة يحملها على كتفه، وتُمكّنه من الطيران والانتقال السلس من مكانٍ لمكان في أسرع وقت وبأقل مجهود.
وقياسًا على ذلك ما كان البعض يراه في الماضي حلمًا فنتازيًا ومستحيل أصبح اليوم واقعًا ملموسًا، وبالتالي تتغيّر الفنتازيا بتغيّر العصور، والثقافة في المجتمعات المختلفة.
هل هناك فروقًا بين أدب الفنتازيا في بلدك والدول الأخرى؟
الأدب مرآة المجتمع، وإذا تغيّر المجتمع تتغيّر الألوان الأدبية ومفرداتها، ولكل مجتمع تيمات مختلفة من المعتقدات التي يؤمن بها، تختلف عن غيره.